،،مُـتـَعَـصِّـب،، ،،مُـنـصِـف،، ،،مُـتـَعـَـنـصِـف،،

..بسم الله الرحمن الرحيم..

..والصلاة والسلام على نبيه الكريم..



..أما بعد..



..يعلم الجميع أن التعصب بشكل عام هو صفة مذمومة في الشخص المتصف بها..

..وهي من الصفات القبيحة في بعض البشر..

..و أنواع التعصب كثيرة..

..كالتعصب العرقي، و الديني، والمذهبي، و القبلي، والرياضي...إلخ..

..تختلف في المغزى و تشترك في الأصل..



..ما يهمنا نحن هنا هو التعصب الرياضي..

..فالغالبية العظمى من الجمهور يذم التعصب ومن يتصف به و ينفيه عن نفسه..

..إذا كان الكل ينفي التعصب عن نفسه؛؛

..من المتعصب إذاً..؟؟

..و من هو المنصف..؟

..و ماهو المتعنصف..؟



..سأقوم بسرد تعريفات لهذه المطلحات الثلاثة بالتفصيل..

..ويمكنكم تصنيف أنفسكم تحت أي بند تشاؤون..

..و بناءاً عليه يمكنكم تغيير ما بأنفسكم إن أردتم ذلك..



..ما هو التعصب..

..التعصب لغةً: عبارة عن الشدة والغلظة..



..أما اصطلاحاً فـ لم يتفق أحد على تعريفٍ معين..

..كل عالم و مفكر عرّفه بطريقته الخاصة..

..و لكن جميعها تصب في نفس المجرى..

..والجامع لهذه المعاني هو مفاهيم الجفاف والقساوة والحالة الاستدارية والدوران الثابت حول الشيء والاستقواء به للإعتداء على الغير..

..وهي ذات المفاهيم التي تنطوي عليها شخصية الإنسان العصبي المتعصب الذي يقسي على غيره حفاظاً على ما يحبّه من ذات أو مال أو جاه أو عشيرة أو صداقة أو فريق رياضي..



..جاء في القاموس الانكليزي الجديد في تعريف التعصب أنه: مشاعر التفضيل أو عدم التفضيل تجاه شخص أو شيء ما دون سابقة للخبرة، أو لا تقوم على أساس الخبرات الفعلية..

..ويرى أولبورت أن أكثر تعريفات التعصب إيجازاً هو: التفكير السيء عن الآخرين دون وجود دلائل كافية..

..وفي رأيي أن أبلغ تعريف هو ما ذهب إليه الدكتور حسن حنفي بقوله: التعصب هو الانحياز التحزبي إلى شيء من الأشياء، فكرة أو مبدأ أو معتقد أو شخص، إما مع أو ضد، والتعصب للشيء هو مساندته ومؤازرته، والدفاع عنه، والتعصب ضد الشيء هو مقاومته..



..أقول..أي أنك قد تكون متعصباً مع ناديك و ترى أنه على حقٍ دائماً ولا ترى عيوبه و أخطاءه وإن تكلم طرف آخر عن عيبٍ في ناديك، تستميت في الدفاع عنه حتى مع يقينك بذاك العيب..

..وقد تكون متعصباً ضد نادي بعينه فتعنّفه و تبخسه حقه و تظلمه و أحياناً تكرهه وتبحث عن مساوئه و تبرزها و تترك محاسنه وتتجاهلها ولا ترى أنه على حق أبداً..

..و ترى بأن كل ما تظنه فيه من سوءٍ هو الصحيح..

..وكل ما تظنه من محاسن ناديك هي الصحيحة..



..كل ما جاء أعلاه هو (تعصب)..

..(تعمدت حذف الـ التعريف لكي لا أحصر التعصب في التعاريف التي أتيت بها، فقد يكون هناك تعاريف أكثر و أشمل مما جئت به)..



..إضافة..

..سُئل الإمام علي بن الحسين زين العابدين عن العصبية؟ فقال: العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيراً من خيار قوم آخرين، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم..

..فإذن ليس كل انحياز خطأ، بل الانحياز للخطأ هو الخطأ وهذا هو التعصب المذموم..

..أي يمكنك أن تُحب ناديك بالقدر الذي تشاء..

..ولكن يجب أن لا يعميك حبك لناديك عن قول الحق والإنصاف..

..يقول أحد الشعراء..

..عين الرضا عن كل عيبٍ كليلةٌ......كما أن عين السّخطِ تبدي المساويا..

..أرجوا أن تحاول أن تغمض عين حبك لناديك قليلاً..

..وتراه بعينٍ محايدة.. أو بعينٍ مناوءة..

..سترى أشياء لم تكن تراها.. و ستشعر بشعورٍ لم تشعر به من قبل..

..و سترى إنعكاس هذه النظرة على أسلوبك و أفكارك..

..وبالتأكيد.. سيزداد إنصافك..







..نأتي الآن للشخص الـمـنـصـف.. أو المشجع المنصف..

..المنصف في رأيي هو الواقعي المتعقل الذي لا يقول إلا الحق.. مقتنعاً و موقناً به.. سواءً كان معه أو عليه..

..ولا يتأثر رأيه بإعتراض جماهير ناديه.. أو بإستفزاز جماهير الأندية الأخرى..

..فهذا هو عملة نادرة في الوقت الراهن..

..خصوصاً في ظل سيطرة المتعصبين على الإعلام المقروء و تأثيرهم على المتلقي و انتشار أشباههم في المنتديات ومشرفيها..

..فقد تـَعـَصـّبَ بسببهم من لم يكن متعصباً..

..أسأل الله أن يصلح حال إعلامنا و منتدياتنا..

..وأن يبعد المتعصبين عنه و عنها..

..فكم نحن بحاجةٍ ماسةٍ للإنصاف و المنصفين.. أصحاب الضمائر الحية و الذمم الشريفة..

..فـ لا إنصاف بلا ضمير..

..و في الإنصاف ينتصر الإنسان على أنانيّته لصالح الآخر..

..و أولى علامات الإنصاف: التريّث في إصدار الأحكام و تحكيم العقل و المنطق و عدم أخذ الأمور بحساسيّة..

..فـ الإنصاف عملٌ عقلي، لذلك قل ممارسوه، لأن رغبة الناس في استخدام العقل استخداماً يومياً قليلة إن لم تكن معدومة..







..الـمـتـعـنـصـف..

..(من اختياري لحروف هذا المصطلح أتوقع أن أغلبكم استشف ما أرمي إليه)..

..المهم..

..المتعنصف في رأيي هو من يكون متعصباً تارةً و منصفاً تارةً أخرى و تارةً لا هذه ولا تلك..

..تتغير حالته تبعاً لحالة المحيط من حوله..

..وهو نوعين..

..أحدهما سائد و الآخر قليل وليس نادر..

..(1).. متعصبٌ دائماً منصفٌ أحياناً..

..وهو من لا يتأثر تعصبه إلا بالأشخاص المغرقين بالإنصاف..

..فعندما يرى أن مشجع الفريق الضد قد أنصفه بشكل لم يكن يتخيّله، نرى منه إنصافاً.. على غير عادته..

..وهو إنصاف وقتي يزول بزوال ذلك الموقف من ذاكرته..

..(2).. منصفٌ دائماً متعصبٌ أحياناً..

..هو المنصف الذي لا يتأثر إلا بالأشخاص المغرقين بالتعصب..

..فعندما يرى إساءةً مغلوطةً كبيرةً ضد ناديه تجده ينجرف مع موجة الإساءات فيرد بإساءاتٍ مغلوطةٍ كبيرةٍ ضد الضد..

..وسرعان ما يعود إلى إنصافه و واقعيته..

..وهذا في رأيي أكثر سواداً من الأول..

..(وهذا الذي أظنه أنا في الشخص عندما أرى منه تعصباً)..



..هناك نقطة يجب أخذها بعين الإعتبار..

..تذكرني بالجدل حول من خلق أولاً البيضة أم الدجاجة..

..فالكل يسيء إلى نادي الآخر في ردة فعلٍ على إساءةٍ من شخصٍ آخر..

..ويأتي ثالثٌ و يرد على تلك الإساءة.. و يأتي رابعٌ و يرد على الثالث..

..و تطول السلسلة ولا تنتهي ولا يصل أي طرفٍ إلى اي نقطة إلتقاء مع الطرف الآخر..

..ويزداد البعد بعداً و الخلاف خلافاً..



..أرجوا من الجميع..

..رجاءً حاراً..

..أن ينأو بأنفسهم عن التعصب..

..و أن يستقلّوا بأفكارهم بعيداً عما يجري في صحافتنا..

..و أن يتجنبوا قراءة الصحف المتعصبة و أعمدة المتعصبين..



..وأن لا يتأثروا بأي إساءةٍ من أي طرف..

..و إن وجدوا إساءة، فيردوا بتعقلٍ و رويّة و إنصافٍ و نصح و حق..

..أو يتحاشوا الرد و ينأو بأنفسهم عن الإنجراف في مجرى التعصب..

..أحيانا يكون السكوت حكمة.. و أفضل بكثير من الكلام و الجدال و الأخذ و الرد..

..فلنغيّر ما بأنفسنا..

..ولنحكم عقولنا و ضمائرنا..

..ولنحاول أن نرى الحق حقاً و نتبعه..

..ونرى الباطل باطلاً فنجتنبه..



..كتبت ما كتبت أعلاه على عجالةٍ من أمري..

..فقد أكون نسيتُ فكرةً أو نظرة..

..وقد فات علي مالم يدر في خلدي..

..فمن لديه ما يضيفه فالمجال مفتوح..

مشكور اخوي مرجج على الموضع الرائع

اكول لا يكثر



يا مـــ.......................... جمال